كشفت مصر في الآونة الاخيرة عن تحول جذريًا في قطاع الأتصالات وبدء العد التنازلي لتشغيل الشبكة (5G)،ولتي ينتظرها المصريين لتصنع نقلة نوعية في سرعات الإنترنت و تطبيقات التكنولوجيا الحديثة.الخطوة تأتي ضمن جهود الدولة المصرية لدعمها في التحول الرقمي. و مواكبة التطورات العالمية في مجال الاتصالات.
 |
| 5G و موعد الاطلاق في مصر 2025 |
موعد إطلاق 5G في مصر
الأنظار تتجه نحو العمل التجاري للخدمات ال(5G)، لتعمل في مصر خلال النصف الأول في عام 2025.
شاهدنا ايضا اعطاء جميع التراخيص اللازمة للشركات المشغلة في مصر لتشغيل خدمة الجيل الخامس.
ومن أوائل الشركات التي أخذت ترخيص الجيل الخامس من الخدمة هي شركة:
- المصرية للاتصالات (WE): كانت أول شركة تحصل على الترخيص في يناير 2024.
- ثم تأتي بعدها شركات الاتصالات المشهورة مثل فودافون، أورنج، اتصالات مصر والتي أصبح اسمها (أي اند مصر).
وحصلت هذه الشركات على ترخيص الجيل الخامس في اكتوبر عام 2024.
ما هي القيمة الإجمالية للتراخيص
من المتوقع تجاوز القيمة المالية للتراخيص المقدمة للشركات أكثر من 670 مليون دولار، وهذا يعكس حجم الاستثمار والالتزام نحو تطوير بنية تحتية للاتصالات في البلاد. وما أعلن عن الأموال التي ضختها شركات الاتصالات الأربع استثمار بقيمة 2.7 مليار دولار في طيف 5G و البنية التحتية للشبكات منذ عام 2019.
مميزات الجيل الخامس
يقدم الجيل الخامس (5G)، ثورة في عالم الاتصالات والتقنية، هي أفضل خدمات الأن في هذا المجال حيث يعتبر قفزة نوعية
تتجاوز مجرد زيادة السرعة، هو تحسين لجميع خدمات الاتصالات والتطبيقات والخدمات المبتكرة التي لم تكن ممكنة في الأجيال السابقة.
وتتمثل هذه المميزات التقنية في:
1. سرعات فائقة (Enhanced mobile broadband-eMBB):
- هذا الجيل يوفر الكثير من سرعة التنزيل ورفع البيانات وهو أعلي بكثير من الجيل الرابع(4G)، والتي تصل إلي عدة غيغابيت في الثانية (Gbps).
- هذا يعني تجربة تحميل الأفلام والألعاب التي تأتي بدقة عالية في ثوان معدودة، وإنشاء بث الفيديوهات أصبح أكثر سلاسة وجودة.
2. زمن استجابة منخفض جدًا (Ultra-Reliable Low-Latency Communication - URLLC):
- الجيل الخامس يقلل زمن التأخير (Latency) بشكل كبير، حتي يصل إلي أجزاء من الثانية (ميلي ثانية واحدة أو أقل في ظروف مثالية).
- هذا أمر مهم جدا للتطبيقات التي تطلب أستجابة فورية مثل:
- التحكم عن بعد في الآلات والروبوتات بدقة عالية: كما في المصانع الذكية والجراحة عن بعد.
- المركبات ذاتية القيادة: حيث تريد السيارات التواصل الفوري مع بعضها البعض ومع البنية التحتية للطرق.
- تطبيقات الواقع المعزز(AR) والواقع الافتراضي (VR): تتيج لك تجربة مثالية دون الشعور بالدوار أو التأخير.
3. سعة شبكة ضخمة وقدرة على توصيل أعداد هائلة من الأجهزة:
- دعم إنترنت الأشياء (IoT) على نطاق واسع: يمكن لشبكات 5G دعم ما يصل إلى مليون جهاز متصل لكل كيلومتر مربع. هذا يفتح الباب أمام:
- المدن الذكية: إدارة المرور، والإضاءة الذكية، والمراقبة البيئية، وشبكات الطاقة الذكية.
- المنازل الذكية: توصيل عدد كبير من الأجهزة المنزلية والتحكم بها بكفاءة.
- الصناعة الذكية (Industry 4.0): ربط أجهزة الاستشعار والآلات في المصانع لتحقيق الأتمتة وتحليل البيانات الضخمة.
- الزراعة الذكية: استخدام أجهزة استشعار لمراقبة المحاصيل والري والثروة الحيوانية.
4. موثوقية أعلى للاتصال:
- توفر شبكات 5G اتصالات أكثر استقرارًا وموثوقية، مما يقلل من انقطاع الخدمة ويضمن جودة اتصال ثابتة حتى في المناطق المزدحمة.
5. كفاءة أفضل في استهلاك الطاقة:
- تم تصميم تقنية 5G لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة مقارنة بالأجيال السابقة، مما يساهم في إطالة عمر بطاريات الأجهزة المتصلة وتقليل التأثير البيئي لشبكات الاتصالات.
6. تقسيم الشبكة (Network Slicing):
- تسمح هذه الميزة لمشغلي الشبكات بإنشاء شرائح شبكية افتراضية متعددة ومخصصة لتلبية احتياجات خدمات وتطبيقات مختلفة. على سبيل المثال، يمكن تخصيص شريحة ذات زمن انتقال منخفض جدًا للسيارات ذاتية القيادة، وشريحة أخرى ذات نطاق ترددي عالٍ لخدمات بث الفيديو.
التأثير المحتمل في مصر
مع إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر، من المتوقع أن تساهم هذه المميزات في:
- دفع عجلة التحول الرقمي: في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
- تعزيز الابتكار: وظهور تطبيقات وخدمات جديدة لم تكن ممكنة من قبل.
- تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين: في مجالات مثل الرعاية الصحية عن بعد، والتعليم التفاعلي، والنقل الذكي.
- زيادة الإنتاجية والكفاءة: في القطاعات الصناعية والزراعية واللوجستية.
- توفير فرص عمل جديدة: في مجالات تطوير وتشغيل وصيانة تقنيات الجيل الخامس وتطبيقاتها.
الجوانب السلبية لتقنية الجيل الخامس(5G)
مع معرفتك بمميزات الجيل الخامس (5G)، وما يقدمه في مجال الاتصالات والاضافة التي يقدمها للمصريين حين يتم تشغيل الخدمة على الشبكات في موعدها المحدد إلى أن هناك بعض العيوب والتحديات التي تصاحب التطبيقات وانتشارها، وتشمل هذه العيوب ما يلي:
التكلفة العالية للبنية التحتية:
- استثمارات ضخمة:يتطلب من شركات الاتصالات والحكومات تقديل استثمارات مالية كبيرة لبناء شبكة الجيل الخامس(5G). يشمل تركيب عدد كبير من المحطات القاعدية الجيدة أو ما يسمى (أبراج الإرسال)، مع أحدث المعدات القائمة، وتمديد كابلات الألياف الضوئية اللازمة لدعم السرعات العالية.
- تكلفة علي المستخدم: من الممكن انعكاس هذه التكاليف على أسعار الخدمات المقدمة من الجيل الخامس على المستخدمين النهائيين، وهذا يتمثل في أسعار باقات الإنترنت أو تكلفة الأجهزة التي تتوافق مع (5G).
التغطية المحدودة في البداية (خاصة للموجات المليمترية mmWave):
- مدى أقصر للإشارة: تعتمد بعض تقنيات الجيل الخامس (خاصة تلك التي تقدم سرعات فائقة للغاية مثل mmWave) على ترددات موجية عالية ذات مدى أقصر مقارنة بالجيل الرابع. هذا يعني الحاجة إلى عدد أكبر بكثير من الأبراج والخلايا الصغيرة (Small Cells) لتحقيق تغطية جيدة، خاصة في المناطق الحضرية الكثيفة.
- صعوبة اختراق العوائق: تواجه هذه الموجات عالية التردد صعوبة أكبر في اختراق الجدران والمباني والعوائق الأخرى، مما قد يؤثر على جودة الإشارة في الأماكن المغلقة.
- التحديات الجغرافية: قد يكون نشر الشبكة في المناطق الريفية أو المناطق ذات التضاريس الوعرة أكثر صعوبة وتكلفة.
الحاجة إلى أجهزة متوافقة:
- ترقية الأجهزة: لتتمكن من الاستفادة من هذه الخدمات التي يقدمها لك الجيل الخامس، يحتاج المستخدم إلى شراء هواتف ذكية وأجهزة أخرى تدعم هذه التقنية. هذه الأجهزة قد تكون أغلى من نظيرتها التي تدعم الأجيال السابقة مثل الجيل الرابع، وهذا يشكل عائقا لبعض المستخدمين.
- ارتفاع تكلفة الهواتف الداعمة لل 5G: من المتوقع في المراحل الأولى من انتشار التقنية، ترتفع أسعار الهواتف الداعمة للجيل الخامس، وتصبح ذات أسعار مرتفعة
استهلاك الطاقة
- زيادة استهلاك الطاقة في الشبكة: قد تستهلك المحطات القاعدية ومعدات شبكات الجيل الخامس كميات أكبر من الطاقة بسبب كثافتها العالية ومتطلبات المعالجة المتقدمة.
- تأثير على عمر بطارية الأجهزة: قد يؤدي اتصال الهواتف بشبكات الجيل الخامس إلى استهلاك أسرع للبطارية مقارنة بالجيل الرابع، على الرغم من جهود الشركات المصنعة لتحسين كفاءة الطاقة في الأجهزة.
المخاوف الأمنية والخصوصية:
- زيادة نقاط الضعف المحتملة: مع توصيل عدد هائل من الأجهزة (إنترنت الأشياء)، تزداد نقاط الدخول المحتملة للهجمات السيبرانية. يتطلب ذلك إجراءات أمنية قوية ومتطورة لحماية الشبكات والبيانات.
- مخاوف بشأن خصوصية البيانات: جمع كميات هائلة من البيانات من الأجهزة المتصلة يثير مخاوف بشأن كيفية استخدام هذه البيانات وحمايتها.
- التحديات المتعلقة بموردي المعدات: أثيرت مخاوف دولية بشأن أمن معدات شبكات الجيل الخامس المقدمة من بعض الموردين، مما أدى إلى نقاشات حول سلسلة التوريد وأمنها.
التداخل مع الترددات الأخرى:
احتمالية التداخل: في بعض الحالات، يمكن أن يحدث تداخل بين الترددات المستخدمة في شبكات الجيل الخامس وتقنيات أخرى أو أجهزة إرسال موجودة في نفس المنطقة، مما قد يؤثر على أداء الشبكة.
قلة التطبيقات الجماهيرية التي تستلزم 5G حصراً (في المراحل الأولى):
- الاعتماد التدريجي: في بداية طرح الخدمة، قد لا يرى المستخدم العادي تطبيقات يومية واسعة الانتشار تتطلب بالضرورة سرعات أو إمكانيات الجيل الخامس بشكل حصري، حيث أن العديد من التطبيقات الحالية تعمل بكفاءة على شبكات الجيل الرابع. يعتمد ظهور هذه التطبيقات على تطور النظام البيئي للجيل الخامس وانتشاره.
تحديات خاصة بمصر (بناءً على نتائج البحث)
- ارتفاع تكلفة الأجهزة: يمثل سعر الهواتف الداعمة للجيل الخامس عائقًا أمام انتشاره السريع بين شريحة واسعة من المصريين.
- تطوير البنية التحتية: الحاجة إلى استثمارات كبيرة لتطوير ونشر الأبراج الجديدة وتحديث الشبكات القائمة.
- الأمان السيبراني: ضرورة تعزيز آليات الحماية لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة مع السرعات العالية والعدد الكبير من الأجهزة المتصلة.
- محدودية التطبيقات العملية لدى الأفراد في البداية: قد لا تكون الفائدة المباشرة من الجيل الخامس واضحة لجميع المستخدمين الأفراد في المراحل الأولى، حيث أن التقنيات مثل الواقع المعزز والقيادة الذاتية لا تزال في مراحل مبكرة من التطبيق الواسع في البيئة المصرية.
من المهم الإشارة إلى أنه مع تطور التكنولوجيا ونضوجها، يتم العمل على معالجة العديد من هذه العيوب والتحديات بشكل تدريجي.
في نهاية الحديث: يمكن ان نقول ان مصر علي أعتاب ثورة 5G، وان مصر تستعد خلال الأيام القليلة القادمة، وتحديداً مع توقعات تشير إلى الأسبوع الأول من يونيو 2025، لدخول عصر جديد من الاتصالات مع التشغيل الفعلي لشبكات الجيل الخامس (5G). هذا التطور المنتظر ليس مجرد ترقية للسرعة، بل هو بوابة نحو تحول رقمي شامل سيغير حياتنا اليومية ومستقبل الأعمال في البلاد.