مايكروسوفت تطرح نسخة تجريبية من لعبة Quake II مدعومة بالذكاء الاصطناعي

محمود احمد
المؤلف محمود احمد
تاريخ النشر
آخر تحديث

 تخيّل أنك تفتح متصفحك، تدخل موقعًا رسميًا لمايكروسوفت، وتبدأ بلعب نسخة من Quake II... لكنك فجأة تشعر أنك دخلت كابوسًا تقنيًا لم تكن مستعدًا له. نعم، هذا ما يحدث بالضبط في النسخة الجديدة التي طورتها مايكروسوفت من لعبة Quake II باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.




وكذلك قد تبدو الفكرة في ظاهرها رائعة، بل ومثيرة للحماس: دمج لعبة كلاسيكية من التسعينيات مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. ولكن الواقع؟ تجربة غير مكتملة، وأحيانًا محبطة، وربما حتى عبثية للبعض.

Quake 2.. ولكن بإيقاع بطيء وضبابي

بالإضافة للنسخة الجديدة التي يمكن تجربتها من خلال موقع Copilot التابع لمايكروسوفت، تقدم تجربة "لعب" لا تدوم أكثر من دقيقتين. نعم، دقيقتين فقط. اللعبة تعمل على المتصفح، باستخدام لوحة المفاتيح فقط، وتظهر رسالة منبثقة فور انتهاء الوقت لتخبرك بأن النسخة التجريبية قد انتهت. بإمكانك إعادة تحميل الصفحة لتجربة أخرى، ولكن لا تتوقع تغييرًا كبيرًا في الأداء أو الرسومات.
أداء اللعبة، بصراحة، لا يرتقي إلى المستوى المتوقع من اسم بحجم Microsoft. معدل الإطارات منخفض، عناصر التحكم غير مستقرة، والألوان ضبابية تجعل من الصعب تمييز تفاصيل المشهد. بعض اللاعبين وصفوا التجربة بأنها أقرب لـ"كوابيس بصرية"، والبعض الآخر رأى أنها إهانة للعبة الأصلية.

Copilot وMuse: مستقبل الذكاء الاصطناعي في الألعاب؟

ولكن، تعتمد اللعبة على نظام Copilot المرتبط بتقنية تُدعى Muse، وهي منصة أبحاث متقدمة طوّرتها مايكروسوفت لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنشاء محتوى ألعاب في الوقت الحقيقي. الفكرة الأساسية هي أن كل حركة تقوم بها تُحفّز الذكاء الاصطناعي لإنشاء المرحلة التالية من اللعبة، كما لو كنت داخل محرك ألعاب تقليدي.
وفقًا لما نشرته مايكروسوفت، يُولد Copilot تجربة لعب ديناميكية مستوحاة من Quake 2 الأصلية. ولكن الفرق الجوهري هو أن ما يحدث على الشاشة لا يتم تحميله مسبقًا، بل يتم إنشاؤه لحظيًا بناءً على إدخالات اللاعب. وهذا ما يجعل كل تجربة مختلفة تمامًا عن الأخرى – لكنها للأسف ليست بالضرورة أفضل.

ردود الفعل.. مختلطة إلى حد كبير

في الحقيقة المجتمع التقني لم يتأخر في التفاعل مع هذه التجربة الجديدة. المؤثر المعروف "جيف كيغلي" نشر عرضًا توضيحيًا للعبة على حسابه في تويتر، وسرعان ما بدأ سيل من التعليقات الساخرة والنقدية. الكثير من الردود ركزت على ضعف الأداء، وغموض الهدف من التجربة، بل وبعضها أشار إلى المخاطر المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال يهدد مستقبل المطورين والفنانين العاملين في صناعة الألعاب.

لماذا Quake 2 تحديدًا؟

في هذه الحالة اختيار Quake II لم يكن عشوائيًا. فهي واحدة من أكثر ألعاب إطلاق النار شهرة في التسعينات، وتتميز بقواعد بسيطة وواضحة فيما يخص أسلوب اللعب، حركة الأعداء، وتصميم المستويات. مما يجعلها مرشحًا مثاليًا لاختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي في بيئة "نصف متحكم بها". لكن رغم ذلك، التجربة ما زالت بعيدة جدًا عن إقناع الجمهور.

ما بين الفضول والإحباط

على العموم كل من عاصر Quake الأصلية وشارك في مجتمعات تطوير الخرائط والمستويات، هذه النسخة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تثير فضوله، ولكنها ستصدمه حتمًا. ليست لأنها تجربة سيئة من حيث الفكرة، بل لأن التنفيذ لا يزال بدائيًا للغاية. الأصوات غير متناسقة، حركة الشخصيات غير طبيعية، وأحيانًا يظهر الأعداء فجأة من العدم ويحتاجون لعشرات الطلقات حتى يتساقطون وربما لا يتساقطون أبدًا.

مستقبل واعد أم تحذير مبكر؟

لهذا السبب وبرغم كل الملاحظات السلبية، لا يمكن إنكار أن مايكروسوفت تخوض تجربة جريئة. توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتوى ألعاب هو اتجاه سيستمر بالنمو، وقد نشهد تطورات ضخمة خلال السنوات القادمة. لكن النسخة الحالية من Quake II ليست إلا خطوة أولى – وربما متعثرة – على هذا الطريق.
إذا كنت تبحث عن تجربة جديدة، أو فقط تريد أن ترى إلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعي أن "يلعب" مكان البشر، فربما تستحق التجربة. لكن كن مستعدًا... قد تخرج منها وأنت تقول: "يا ليتها بقيت مجرد ذكرى جميلة من التسعينات."

تعليقات

عدد التعليقات : 0